الجدات والأمهات بناتهن في مرحلة ما قبل وأثناء الحمل بالابتعاد عن القطط، مؤكدات أنها تمثل خطراً على سلامة الحمل، وكثيراً ما تطلب طبيبة النساء من السيدة الحامل إجراء اختبار لداء القطط.. فما هو هذا المرض؟ وما علاقته بالحمل والولادة؟ وما هي أهمية إجراء اختبار له؟ وما هي وسائل علاجه؟ اليكن الجواب..
أما عن ما هو المرض؟ فإنه مرض "Toxoplasmosis" وهو مرض معدٍ يسبب بواسطة فطريات وقد سمي بداء القطط لكثرة وجوده في براز القطط غالباً، ولكنه قد يتواجد أيضاً في العضلات الهيكلية وعضلة القلب أو دماغ الحيوان المصاب به. ويمكن للمرض أن ينتقل من خلال التعرض للأوساخ وبراز القطط أو الطعام الملوث عن طريق الحشرات الناقلة أو تناول اللحوم الملوثة به غير المطبوخة جيداً أو عن طريق المشيمة للجنين أثناء الحمل، وهناك حالات معزولة تحدث نتيجة نقل الدم الكامل.
أما عن الأعراض التي تشير للإصابة بالمرض فأكثر هذه الأعراض شيوعاً هو تضخم العقد الليمفاوية التي توجد تحت الإبط وحول العنق مصحوبة بتعب وإرهاق بدون ارتفاع بدرجة الحرارة وفي بعض الحالات الحادة قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة مع طفح جلدي وتضخم بالعقد الليمفاوية مع إعياء شديد وتضخم كلٍّ من الكبد والطحال.
أما عن تشخيص المرض إما بوجود الطفيليات مباشرة بفحص الأنسجة المصابة أو المسحات المأخوذة من سوائل الجسم أو نواتج الإجهاض.
ولكن كيف تتم إصابة الجنين أثناء الحمل؟ يحدث الانتقال الخلقي للجنين إذا حدثت الإصابة بالطور الحاد لأول مرة أثناء الحمل ومعظم حالات الانتقال تتم عبر المشيمة ولذلك تكون العدوى أثناء الولادة..
إذن فماذا عن تأثير المرض على سير الحمل؟ الحقيقة أنه تزداد نسبة الإجهاض والولادة المبكرة بنسبة 10-15% ولا سيما إذا كانت الإصابة في الثلثين الأول والثاني من الحمل.
أما عن تأثيره على الجنين فقد يولد الجنين ميتاً أو يولد بإصابة واضحة وتشمل استسقاء الدماغ- وكذلك التهاب شبكية العين- ويلاحظ تأخر عقلي في الطفل وكذلك نقص السمع.
ولعلاج مثل هذا المرض يستعمل دواء أقل سمية وأعراضاً جانبية وهو سبيراميسين، وعند حدوث إصابة حادة يجب الإسراع بأخذ هذا العلاج.